جنوب طوكر قصة معاناة معتم عليها


ذهبنا وفي بالنا أن المشكلة هي خور يغلق جنوب طوكر ويقطعها عن العالم لكنا وجدنا القضية اكبر من ذلك وجدنا شعب يمضي للموت بخطي مدروسة وجدنا حياة كالموت وجدنا خمسة اطفال وقع والدهم في بئر وهو يحاول ان يلجب لهم ماء (حتى الماء مالح) فقضى نحبه داخل البير في منطقة جلهنتي وجدنا صغاره الخمسة لوحدهم وسألناهم أين والدكم فحكوا لنا الحكاية واكدها لنا كبار القرية وسألنا أين امكم فقالوا مريضة وذهبت لقرورة كي تتعالج واخذت معاها اصغرنا (وقرورة منطقة تبعد عنهم كثيراً وهي ليس بها مايسمى بالمستشفي حتى والسفر لها قطعة من جحيم وعلى ظهر اللواري) الصغار اكبرهم فتاة في الحادية عشر من عمرها قلنا لها :- نحن معنا قليل من الدقيق سوف نعطيك له فهيا معنا ...
نهضت الفتاة ولم تذهب معنا بل ذهبت مباشرةً واوقدت النار فهي واشقائيها لم ياكلو شي منذ يومين ماضيين .
ومثل هذه الحكاية الكثير والكثير .
ما يحدث في جنوب طوكر لن يصدقه بشر مهما اوتى من خيال .
فلكم الله .!!نجلاء سيد أحمد

تعليقات

  1. لا نريد أن نحكم على وطن بأكمله بسبب جرائم نظام يتعمد أن يبيد أمة بأكملها في عملية إبادة جماعية صامتة بدون أسلحة وطائرات حربية جوعاً وإفقاراً وتهشيماً وأتفق تماماً مع أخي طاهر بأن هذه المنطقة بها مقومات دولة تخيلوا كان بها أول مشروع زراعي سوداني كان العالم أجمع إذا أراد أن يُسعر قنطار القطن يستفسر لندن ولندن تستفسر جنوب طوكر ويسري سعر جنوب طوكر على كل بلاد الدنيا منطقة تعتبر أول منطقة يدخل إليها التلفون بسبب هذا المشروع الحيوي منطقة عبارة عن مخزون للغاز والمعادن والبترول وأهلها تضربهم المجاعة وأطفالها يموتون بسبب أمراض جلدية وسرطانية غير معلومة وقصة الـ30طفل لم ننساها بعد والحكومة تمنع المنظمات السودانية والأجنبية الذهاب إليها لتنقذهم بحجة خشيتها أن تكشف سوء الحال هناك فينفجر الوضع كإقليم دارفور تمنع عنهم المنظمات ولا تريد أن تغيثهم لكن كما قال الجميع إلى متى الصمت وإلى متى التناخي بالأمس القريب أشهدالله تعالى إلتقيت أحد الشباب الذين شاركوا مع الأستاذة الصحفية نجلاء سيد أحمد في قافلة منظمة تنادينا لجنوب طوكر أن رجال كبار في السن قالوا لهم بالحرف الواحد (البتجيبو لينا ما بكفينا بس يكفينا إنو متذكرننا وما ناسننا تعالوا شوفونا إن شاءالله بدون ما تجيبوا حاجة عشان نحس إنو الدنيا لسة بخير ) أقسم برب العزة والجلالة نقلتها بالحرف كما سمعتها من هذا الشاب وهذا ما جعلني اليوم أكتب عنها إخوتي والله إن الحياة مواقف إما أن نسلك درب العظماء وإما نرتضي حياة الحقراء الذين يرتضون حياة الذل والمهانة وأقسم بالله العظيم شعب الشرق لم يعرف الذل مدى التاريخ ولن يرتضيه .

    ردحذف
  2. فرغم كل هذا الجوع وهذا الفقر والمرض أثبت أهالي هذه المنطقة أنهم حقاً أعزاء ولا يترضون حياة الذل فيكفي الموقف المشرف الذي أثبتوه في الإنتخابات العامة الماضية أنهم أسقطوا بإكتساح مرشح المؤتمر الوطني رغم أنه من المنطقة فأنتخبوا ذلك الشاب الثائر الذي عرفته جامعة البحر الأحمر مناضلاً ومقاتلاً من أجل حقوق أهله بالشرق والمنطقة حامد إدريس سليمان - شاب لم يتجاوز عمره الـ30عاماً ومازال يقاتل وحده رغم الإعتراضات وبذات كبرياء أهل المنطقة كان كبرياءه فوق أنف الجبروت ذلك الموقف الذي ثبته داخل تشريعي البحر الأحمر عندما أرادت الولاية أن ترسل قافلة البحر الأحمر للنيل الأزرق فأعترض وقال لهم لتذهب إلى صومال السودان جنوب طوكر وتناقلت إعتراضه كل الفضائيات والصحف فأتهم بأنه خائن ومرتزق من قبل نواب الحزب الحاكم إخوتي إن أردنا مساندتهم لتتوحد جهودنا ونتكاتف فوالله لن تستطيع منطقة القتال وحدها فلتتوحد مع جنوب طوكر وعقيق وعيتربة والقنب وجلهنتي ومرافيت وهيا وسنكات مع همشكوريب والقاش وريفي كسلا وحلفا الجدية حيث الموت البطيء و ودالحليو وسيتيت حيث ضياع حقوق السد وجنوب القضارف وأطراف مدينة كسلا مع بعضها البعض ضد هذا الوضع الذي ترفضه الإنسانية .

    ردحذف
  3. فنجان قهوة جعلني اتوه قليلاً .......
    انا من بلاد لاتوجد علي خريطة العالم فأنا من حيث يشع الجهل وينتشر الفقر ويتفشي المرض وتنتشر البشرية اوساخها الفكرية والنظرية بتهميشنا وتطبيق كل السياسات البابوية التي طبقت في القرون الوسطي حيث لا احد ولا مكان يعبر عن كلمة وطن
    فحرام علي اطفالنا ان يحلمو !! بأن يكونو ....؟ دعك من ان يكونو ..............!!
    لكن ما زلنا نصارع الجهل حتي دحرنا جزء كبيراً منه وما زلنا نتكاتف ونتراحم حتي لم نعد بحوجة الي من يمُن علينا فما زلنا ندحر الفقر وسنواصل الي ان نستأصله وأما المرض فلقد سمعتم عنه الكثير اشك في ان احداً لم يقرأ عن تلك الامراض التي تستوطن بل اصبحت ملازمة لاسم اللا مكان وعن هاتيك النساء الحوامل اللائي فقدن حياتهن بسبب بعد المسافة الي اقرب وحدة ولكن بأصرار وعزيمة الخارجين من كبد المعاناة ابناء اللامكان واللازمان بدأت حملات مكثفة علي تلك الامراض الممنوعة دولياً ان يمرض بها احد ويا عجبي ان يمنع انسان من ان يمرض كيف لشخص الا يمرض اذا كانت الدولة التي يحتمي بظلها تتعمد ان يظل انسان هذه المنطقة من المغضوب عليهم المنبوذون في الخفاء ان صح التعبير تحدث الكوارث البيئية التي لو صح التعبير عنها الكوارث البشرية بالتكتم الاعلامي علي المنطقة وياليت لو كان لدعمها داخلياً بل حتي تتواصل سلسلة انجازات الحوكمات المتعاقبة علي هذا الشئ المسمي وطن في ميداليات الهامش والمركز والهامش الذي لو اصبح مركزاً حول نفسه فانه سينأي عن تلك المليون ميل التي اضحت مقسومة بفعل المد والجزر السياسي والدولي الي اثنين وما زال الصمت والتهميش والمعاناة تستمر هناك انا من هناك وكثيرون هم من هناك لكن كلما مر اسم اللا مكان الذي اطلقه انا مجازاً علي فنجان قهوة وما يدور فيه وما يدور حوله اراني ارد الفنجان رداً جميلاً فماذا قدمت له لا شئ وهذا نا يثيرني ويثي الكثيرين من ابناء جيلي اسفاً فنحن لم نره ولكن ما زلنا نسمع عنه وعن ماسيه ولكن حتماً سنسيقظ كما استيقظ الكثيرون من اقراننا ووجهو كل قواهم صوبه فاللا مكان هو انا هو مقبرة جدودي هو الاسم هو الرسم هو الأنا مكتملة

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اعتصام كسلا .. الأسباب وموضوعية المطالب

طوكر .. عندما تقسو الولادة قبل ميقات الخروج