كسلا ... مرضى الدرن قنابل موقوتة قابلة للإنفجار


صحيفة الصحافة - إعداد / صديق رمضان

كل الإحصاءات والدراسات التي قامت بها منظمات دولية ومحلية أجمعت على أن 55% من سكان ولاية كسلا يعيشون تحت خط الفقر ـ وكشفت عن أن معدل وفيات الأطفال دون الخامسة بالولاية في كل ألف طفل يتراوح مابين ثمانون إلى 137،وأوضحت ذات التقارير 61% من سكان الولاية لايحصلون على الكمية الكافية من مياه الشرب، وان نسبة البطالة وسط الخريجين تبلغ 45% ،وأثبتت التقارير أن الولاية السياحية الأولى في السودان تحتل المرتبة الأولى أيضا بالبلاد من حيث الإصابة بمرض الدرن ،وهذا المرض الخطير والسريع العدوي حذرت منه العديد من المنظمات الصحية والتطوعية والأطباء حيث تم التأكيد على أنه من أكثر الأمراض التي تهدد حياة مواطني ولاية كسلا ،ورغم التحذيرات والإجماع على خطورته وانتشاره بداعي سوء التغذية والجوع وهما من الأسباب المباشرة للإصابة به وتمكنه من جسد المريض، لم تتحرك الجهات المسؤولة لمحاصرته والوقوف بجانب المرضى الذين تركتهم يواجهون معاناة المرض دون أن تكون هناك رعاية صحية أو محاربة لأسباب انتشاره المتمثلة في الجوع والمرض ،وكنت من قبل قد أجريت تحقيقاً عن المستشفيات بالمحليات وتحدث لي الدكتور ياسر اختصاصي الباطنية بمستشفى كسلا والذي قال وقتها إن الخطورة لاتكمن بولاية كسلا في مستشفيات محلياتها بل في انتشار مرض الدرن وكشف من خلال حديثه عن عدم وجود اختصاصي صدرية بالولاية ،وحديث الاختصاصي ياسر كان بمثابة جرس الانزار وعلى طريقته حذر عدد من مواطني كسلا من مرض الدرن الذي يمضي في ازدياد وأشاروا إلى أن المصابين لايجدون اهتماماً ويهيمون على وجههم في الطرقات والأسواق بعد أن تم قفل عنبر الدرن بمستشفى كسلا ،وقالوا إن هذا الأمر يسهم في نقله إلى الاصحاء عبر طرق انتشاره المعروفة ..ويقول مواطن فضل حجب اسمه : أمراض ولاية كسلا باتت لاحصر لها ،وفي تقديري أن الجوع والبطالة والفقر والجهل من ابرز أمراض الولاية التي فضل الكثيرون مغادرتها والبحث عن مدن أخرى وولايات أخرى تتمتع بالحد الأدنى من شروط ومتطلبات الحياة الكريمة ،وانتشار مرض الدرن الذي حذرت منه معظم المنظمات نتاج طبيعي للجوع وهو أمر يشعرنا بالخجل والأسى وذلك لأن ولاية كسلا تتمتع بثروات طبيعية غير عادية إلا أنها للأسف الشديد لم تجد من يفجرها بداعي سوء الإدارة وفشل الحكومات التي تعاقبت علي الولاية في إنقاذ المواطن من الفقر والجوع والبطالة ،وعن مرضى الدرن أقول بان لاذنب لهم ،ولكن في ذات الوقت أؤكد أن هناك تخوفاً منهم وهذا من شأنه أن يؤثر عليهم نفسيا ،وحتى لايصبح جرحهم جرحين لابد أن تعمل السلطات على بحث أمر مرض الدرن ومرضاه بصورة جدية تؤكد أن الإنسان الذي كرمه الله يجد التكريم من العباد.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اعتصام كسلا .. الأسباب وموضوعية المطالب

طوكر .. عندما تقسو الولادة قبل ميقات الخروج