طلاب وشباب الشرق بين إلزامية الأمس واليوم رسائل يجب أن نعيها

منذ يومين وأنا أتابع كتابات عدد من أبناء كسلا يعبرون فيه عن همهمات داخل مدينتهم عن أن الإلزامية بدأت أو ستبدأ ومنهم من كتب بأنها قد بدأت بالفعل بولاية القضارف لم أعقب أو أمرر يراعي على أيٍ من هذه الأقلام حتى شهدتها تحولت لهواجس عند بعضهم فإنني أكتب هذه الحروف التي قد يراها البعض دعماً لرفضهم وقد يراها البعض إسهام في الوعي وقد يراها أيضاً بعض من يدعون الوطنية في زمن اللاوطنية وإنعدام الأوطان لأجل أشياء في نفس كل يعقوب أنها تحريض وخيانة للوطن وهؤلاء فليفهموها كما يريدون فقد إنتهى بالنسبة لنا كشباب وطلاب من هذا الإقليم المنهك الذي يعيش في الثالوث المدقع ( الفقر والمرض والجهل ) عهد تغبيشنا بدعوات الدين والوطنية فلم يكن الدين إلى إستغلالاً لوازعنا ولا الوطنية إلا لنستمر في الصمت المؤلم بدعاوى أن الوطن مستهدف وأن هناك مؤامرات صهيوأمريكية تستهدف الدين والوطن فنحن نتعجب أين الدين في أرض الواقع يادعاة الإستغلال الديني وأين الوطنية وكل أبناء الوطن يقتلون بعضهم البعض كل من حمل السلاح إتهمتموه بالعمالة والإرتزاق والتصهين والخيانة فهذه الإتهامات ليست سوى (الهجوم خير وسيلة للدفاع) فمن يطلقونها هم الخائنون وهم صهاينة السودان وإفريقيا بأكملها بربكم لننظر للحظات أن أبناء الشرق حملوا السلاح في وقت وسيحملونه قريباً إن لم يتحسن إقليمهم وحمله أبناء دارفور وأبناء النيل الأزرق وجبال النوبة وجنوب كردفان وأظهرت حركة تحرير كوش نهجها المسلح بأقصى الشمال هل كل هؤلاء بالإضافة جميع الذين ينادون لإسقاط النظام بالطرق السلمية سواء كانوا أحزاب سياسية أو حركات شبابية وطلابية عملاء وخائنون وهذه النخبة التي تحكم وحدها التي تمثل الدين والوطن ؟؟؟؟؟؟
أعود للهمهمات والهواجس بشأن الخدمة الإلزامية التي ستبدأ أو بدأت أو ليست سوى إشاعات أطلقها النظام ليشغل الشباب قليلاً فإلى كل طلاب وشباب شرقنا الحبيب بمختلف أعراقكم عليكم أن تعلموا جيداً أنه قد إنتهى عهد الخداع والزيف وزر الرماد على العيون بنفاق أن التنمية قادمة والشرق سيصبح أخضراً علينا رفض هذه الإلزامية ولو بالمواجهة يجب ألا ينخدع بعضنا بإسم أن الدين مستهدف والوطن في خطر فهؤلاء بأفعالهم وسياساتهم من التهميش والإستعلاء والأحادية جعلوا كل الوطن يبكي ويذرف دموع في كل أطرافه يجب ألا نكون الدرقة التي تحمي هذا النظام بإسم ما ذكرت سابقاً فقد تأسفت كثيراً بالأمس القريب وأنا أرى بعض من أبناء شرقنا في منطقة الديم التي قتلت فيها شرطة ولاية الخرطوم الشهيدة عوضية عجبنا ضمن القوة التي تحاصر المنطقة يرمي بنا النظام في الصفوف الأمامية وكأننا حمير ألغام تنظف الطريق لآخرين بعد أن نكون قد ضحينا بالعشرات والمئات بين جرحى وموتى إعلموا جيداً أن الحرب التي يتحدث عنها النظام هذه الأيام هي لأجل بقاءه في السلطة فهو لا يعرف ديناً ولا وطناً يعرف السلطة وبهرجاتها حتى وإن كانت على حساب أرواح كل الشعب السوداني ولنثق جيداً ستأتي اللحظة طالت أم إقتربت التي سيثور فيها الإقليم الشرقي سواء سلمية كانت أو عسكرية فمن كتبت عليه خطاً مشاها ستأتي لحظة يشعر فيها كل إنسان بهذا الإقليم أنه أصبح في صراع أن يكون أو لا يكون حينها ستحتاجون لأبناء الأقاليم الأخرى لدعم قضايا الشرق إعلامياً وسياسياً إنتبهوا جيداً لمصالح الشرق وأسهموا مع بقية الأقاليم شمالاً و وسطاً وغرباً وجنوباً في إنقاذ الوطن لا إنقاذ النظام وإنقاذ الوطن يبدأ بذهاب نظام المؤتمر الوطني من على سدة الحكم وبناء سودان يسع الجميع سودان يحترم المعتقدات والثقافات سودان يعيش فيه الجميع بحرية وكرامة سودان تتوافر فيه الحقوق كاملة سياسية أو مدنية أو اجتماعية أو إقتصادية أو ثقافية سودان تتمتع في الأقاليم بتنمية متوازنة عادلة .
في حالة حدثت بالفعل خدمتهم الإلزامية وتم رفضها و وقع البعض فريسة لهم يجب أن تعلموا أن لديكم شعب يموت جوعاً وفقراً ويقبع في جهل يجب أن تعلموا أن شعب الإقليم الذي تنتمون إليه ينظر إليكم بقوة يجب أن تعلموا أن شعب الشرق يمني نفسه بيوم يتخلص فيه من هذه المعاناة التي لا تنتهي يجب أن تعلموا وأنتم داخل الجهات التي سيتم توزيعكم إليها أن هذا النظام بنخبته الحاكمة لا يحمل خيراً لشعب شرقنا الحزين يجب أن تعلموا أن العبرة في الحياة ليست بعدد السنوات التي عاشها الإنسان أو بما يملك إنما العبرة والقيمة الحقيقية للإنسان تكمن في ما الذي قدمه للآخرين ويجب أن تعلموا جيداً إن لم ينصلح الحال شرقاً أو لم ينعدل الوطن عامة ألا تقفوا مكتوفي الأيادي وأنصروا أرضكم وشعبكم بقدر ما تستطيعون ويجب ألا تكونوا بإستمرار في موضع الدرقة والدرقة معلومة لديكم كشباب من الشرق ماذا تفعل عند النزال والقتال . يجب عليكم أن تتعلموا الدروس والعبر من وقفات أبناء الأقاليم الأخرى تجاه أقاليمهم . ورسالتي العامة للأربعة الذين يخربون ويفرقون لأجل النظام أهلهم وإقليمهم إما أن يكون لكم موقف واضح وإما أن تذهبوا لمذبلة التأريخ مع هذا النظام وحتى أكون أكثر وضوحاً من أعنيهم هنا هم (إبراهيم محمود حامد - موسى محمد أحمد - آمنة ضرار - مبروك مبارك سليم ).
هذه الكلمات أرسلها لجميع أبناء شرقنا الحبيب بمختلف مكوناتهم الاجتماعية وهنا أقتبس الرسائل التي بعثتها إلي كل طلاب وشباب الشرق من خلال ندوة مجزرة بورتسودان وتداعيات أزمة شرق السودان التي أقامتها حركة قرفنا لإسقاط النظام السوداني في الخامس والعشرين من يناير الماضي بدار حزب الأمة القومي وكانت رسائلي تنص:
* التوحد والتماسك بمبدأين أولهما قبول واحترام الآخر بكل حاجاته وثانيهما مبدأ أن الشرق أرض كل سكانه .
* التأكيد على التنوع الثقافي والعرقي، وهو يمثل السودان في صورة مصغرة، ولذلك يجب أن يدار هذا التنوع بطريقة ديمقراطية، تجعل منه مصدر قوة، وعزة، لا مصدر شتات وتفرقة.
* لننهض بالإقليم علينا أن نقوم بدورنا كشريحة مستنيرة وسط مجتمعاتنا بإنهاء كل مظاهر الفرقة التي قد يدخل النظام من خلالها وتبني القضايا بصورة مدنية مبتعدين بها عن مكوناتنا العرقية لقدرة النظام على تحريك رجالات الإدارات الأهلية .
* كذلك العمل على نشر الوعي وسط مجتمعات الشرق لتميز بين الدين وإستغلال الوازع الديني الذي يمارسه النظام على شعب شرق السودان في ظل إنتشار الجهل بصورة مخيفة خاصة عند الأرياف .
* يجب أن يكون تمدد بعض سكان الشرق لدول الجوار بمثابة جسور للتواصل مع محيطنا الاقليمي، ونثري التنوع الثقافي، والعرقي، والديني وأن يكون لكل الذين يتمددون خارج حدود السودان تمدد مفخرة وعز ونقر بكافة حقوقهم فهي ليست منحة، وليست موضوعاً للمزايدات، والمساومات، والاجراءات العقيمة تحت إطار القانون والدستور والمعايير الدولية .
* التأكيد على أن مشكلة الشرق هي مشكلة تهميش سياسي واقتصادي واجتماعي، ولاحل لهذا التهميش الا بعملية تغيير جذري في بنية الدولة المركزية والاقليمية، بحيث يعاد الاعتبار لانسان الشرق والسودان عموما .

كفى وسنلتقي بإذنه تعالى


بقلم : عبدالهادي محمود محمد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اعتصام كسلا .. الأسباب وموضوعية المطالب

طوكر .. عندما تقسو الولادة قبل ميقات الخروج